الرئيسية/الكلمات العامة/من آثار اسم الله الرحمن

من آثار اسم الله الرحمن

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ

 
       مِن آثار اسم الله "الرّحمن"
 
﴿رَبَّنَا وَسِعتَ كُلَّ شَيءٖ رَّحمَةٗ وَعِلمًا﴾[غافر:7]، وقد تضمّنت هذه السّورة يعني أشياء مِن معنى هذا الاسم، فتضمّنت أنواعًا مِن رحمته تعالى بعباده في الدنيا والآخرة، فذكَّر -سبحانه وتعالى- عبادَه بنعمه التي رحِمَهم بها في الدّنيا: مِن الشّمس والقمر، ما جعل لهم في الأرض مِن الأرزاق، ﴿وَٱلأَرۡضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ* فِيهَا فَٰكِهَة وَٱلنّخلُ ذَاتُ ٱلأَكمَامِ * وَٱلحَبُّ ذُو ٱلعَصفِ وَٱلرَّيحَانُ﴾[الرحمن:10-12]

ومِن رحمته: تذكيرهم بمبدئهم، وتذكيرهم بما خلق لهم مِن الآيات والنّعم، تذكيرهم بآياته الكونيّة، ﴿خَلَقَ ٱلۡإِنسَنَ مِن صَلصَٰلٍ كَٱلفَخَّارِ﴾[الرحمن: 14]، ﴿رَبُّ ٱلمَشرِقَينِ وَرَبُّ ٱلمَغرِبَينِ * فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[الرحمن:17-18]، وهذه الآية جاءت 31 مرة، (فبأي آلاء ربكما تكذِّبان) وهذا خطاب مِن الله للجن والإنس، لأنّ محمدًا -صلّى الله عليه وسلّم- بُعث إلى الثقلين؛ الجن والإنس، "فبأي آلاء ربكما" والآلاء: هي النعم، "بأي آلاء ربكما" بأي نِعَم الله عليكما تكذِّبان، جاء في التفسير أنّ الجن قالوا: "لا بشيء مِن آلائك ربّنا نُكذِّب".

ومِن نعمه على عباده: ما تضمنته الآية مِن الوعد والوعيد، فذكَّرهم برحمته بهم وتذكيرهم بآياته وتذكيرهم بالوعد والوعيد؛ كلّ ذلك مِن رحمته بعباده ومِن نعمه على عباده، ولهذا بعد كلّ معنى مِن هذه المعاني يُتبِعُها: "فبأي آلاء ربكما تُكذِّبان، فبأي آلاء ربكما تكذبان".
حتى ذكْرهُ تعالى لأمر النّار -تذكير العباد بحال المجرمين وما أعدّ لهم مِن جهنم-: فيه رحمة بعباده، لأنّ في ذلك تذكيرًا لهم وزجرًا لهم عن سلوك طريق المجرمين، ﴿يُعرَفُ ٱلمُجرِمُونَ بِسِيمَٰهُم فَيُؤخَذُ بِٱلنَّوَٰصِي وَٱلۡأَقدَامِ * فَبِأَيِّ ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾[الرحمن:41-42]
ثمّ ذكر ما أعدَّ لأوليائه: ﴿وَلِمَن خَافَ مَقَامَ رَبِّهِۦ جَنَّتَانِ﴾[الرحمن: 46].

ويتتابع هذا البيان وهذه الأخبار المتضمّنة لبشرى المؤمنين، الذين يتّقون الله ويخافون المقام بين يديه، وما أعدّ لهم في الجنّة مِن أصناف النّعيم مِن المطاعم والمشارب والأزواج، سبحان الله.
كلّ هذا يتضمّنه معنى اسمه "الرّحمن"، كلّ هذا مِن آثار هذا الاسم، ﴿ٱلرَّحمَٰنُ * عَلَّمَ ٱلقُرءَانَ﴾[الرحمن:1-2]، وهذه أيضاً لا نغفل عنها "علَّم القرآن"، هذا أعظم رحمة رَحِمَ الله بها عباده، إنزال هذا القرآنـ الرحمن علَّم القرآن، ومِن رحمته: تعليم الإنسان بالبيان والتّعبير والنطق، ﴿عَلَّمَ ٱلقُرءَانَ * خَلَقَ ٱلۡإِنسَنَ*عَلَّمَهُ ٱلبَيَانَ﴾[الرحمن:2-4].
وخُتِمت السّورة بذكر أنواع ممّا أعدّ الله لأوليائه، إلى قوله: ﴿مُتّكِ‍ِٔينَ عَلَىٰ رَفرَفٍ خُضرٍ وَعَبقَرِيٍّ حِسَانٖ﴾[الرحمن: 76]، ثُمَّ خُتِمت السورة بتمجيد الله لنفسه: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسمُ رَبِّكَ ذِي ٱلجَلَٰلِ وَٱلإِكرَامِ﴾[الرحمن: 78]، سبحانه وتعالى.
فلنتدبَّر -أيّها الإخوان- لنتدبَّر ما نقرأ وما نسمع من آياته، آياته العظيمة: ﴿تِلكَ ءَايَٰتُ ٱللَّهِ نَتلُوهَا عَلَيكَ بِٱلحَقِّۚ﴾[البقرة:252]، نسألُ الله أن ينفعنا وإيّاكم بكتابه، وصلّى الله على نبيّنا محمد. حرر في: 15-4-1435 هـ