تنويه :
– المادة أدناه هي مقدمة ومدخل البحث، ولتحميل البحث كاملًا يرجى الضَّغط على أيقونتي /word – pdf/ أعلاه .
[مقدمات كتاب الصيام]
– الصيامُ لغةً هو: الإمساكُ مطلقًا عن الطعام أو الكلام أو غيرهما [1]، وفي الشرع: الإمساكُ عن المُفطِّرات من طلوع الفجرِ إلى غروب الشمسِ عبادةً لله [2]، فخرجَ الإمساكُ بلا نيّةٍ، والإمساكُ بنيةِ غيرِ العبادةِ كلأَمرٍ طبّيٍّ.
– ليس من الدّينِ الإمساكُ عن الكلام مطلقًا؛ كالتعبّدِ بالصمت [3]، وقد كان الإمساكُ عن كلام الناس مشروعًا في الأمم قبلنا [4] كما قال اللهُ عن مريم: فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا [مريم:26]، ولم يكن المشروع الصمت مطلقًا؛ بل عن كلام الناس، ومن حكمته تعالى أنْ جعلَ آيةَ زكريا الكونيةَ موافقةً لشريعته؛ ولهذا قال لزكريا: أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا [آل عمران:41].
– فريضةُ الصيامِ شريعةٌ ماضيةٌ في شرائعِ الرسل [5]؛ لقوله تعالى: يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، والصومُ عبادةٌ محبوبةٌ لله تعالى؛ لذلك أضافَه إلى نفسه تعالى في الحديث القدسي؛ قال الله تعالى: (كُلُّ عملِ ابن آدم له، الحسنةُ بعشرة أمثالها إلاّ الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) [6]
– ومن الصومِ ما هو محرّمٌ؛ كصوم عيدي الفطرِ والأضحى [7]، وأيامِ التشريقِ [8] إلاَّ لمن لم يجد هديَ التمتعِ أو القِران [9].
– لا وجهَ لمن كرِهَ إطلاقَ رمضان على الشهرِ دون إضافةِ الشهرِ[10]؛ لما صحَّ عن النبيّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنه قال: (إذا جاء رمضان فُتِّحت أبوابُ الجنَّة، وغُلِّقت أبوابُ النار) [11]، والصوابُ: جوازُ الأمرين على السواء؛ فيقال: رمضان، وشهر رمضان [12].